من أين تأتي قيمتي وهويّتي؟

ربما تشعر أنّ قيمتك متعلّقة بأعمالك، أو رأي الناس بك، أو حتى بالدين الذي تنتمي إليه. 

هذا يعني بأنَّ قيمتك ترتفع بناءً على إنجازاتك الناجحة، أو العلاقات الجيّدة التي تبنيها، أو حتى عندما تمارس تقاليدك الدينيّة بإنتظام، وهذا أمر جيّد. 

ولكن، أليست هذه الأمور متقلّبة؟

 

ماذا لو فشلت في عملك أو علاقتك؟ ماذا لو واجهت الرفض من قبل شخص ما في مجتمعك؟ هل تنخفض قيمتك عندها؟ 

 أحياناً، يبدو الأمر كأننا نستخدم آراء الآخرين ونظرتهم لنا، أو كميّة إنجازاتنا، كمرآة تعكس قيمتنا. لكن هذا الانعكاس ليس دائماً دقيق أو حتى حقيقي. 

هل من الممكن أن يكون شيء مثل قيمة الإنسان متعلّق بأمور متقلّبة مثل هذه؟

إذاً، إن لم تكن قيمتك مستمَدّة مِنْ مَنْ هم حولك، أو من إنجازاتك، أو حتى من الدين الذي تنتمي له، فإذاً من أين تأتي قيمتك الحقيقية؟

يتّفق معظمنا على أن باني المنزل يعرف قيمته بشكل وثيق. ومن يعرف قيمة اللّوحة أكثر من الفنان الذي رسمها؟

اذا اردت ان تقيم نفسك يجب ان تنظر الى خالقك ..

لذلك ربما يكون من الحكمة أن تعرف  ما يقوله خالقك عن قيمتك:

 "فَاللهُ لا يَنظُرُ إلَى ما يَراهُ النّاسُ. هُوَ لا يَنظُرُ إلَى مَظهَرِ الإنسانِ، وَإنَّما إلَى قَلبِهِ."

 (١ صموئيل ١٦:  ٧)

أنت معروف ومحبوب من قِبَل الله ولديك قيمة هائلة في عينيه، لا ترتبط بما تحقِّقه بل ترتبط بما قدّمه هو لك، فهو الذي يعرف قيمتك الحقيقيّة، و هي ثابتة عنده.

يقول الكتاب المُقدَّس بأنَّ قيمتنا كبشر هي بأننا مخلوقين على صورة الله! ولكن، نحن جلبنا العار لأنفسنا في كُلِّ مرَّة عصينا الله. ولكنَّ الله أثبت محبَّته لنا الََّتي

لا تعتمد على أيِّ برٍّ من ناحيتنا.

 

قيمتك الحقيقية هي أنك مميّز، غالي ومكرّم في عيني الله الذي خلقك على صورته ومثاله وميزك عن باقي المخلوقات. ولكن الخطية الموجودة فيك حولتك من ابن الله إلى عبد للخطية.

ولكن، إذا تحررت من عبودية الخطية تعود لتصبح ولد من أولاد الله وتسترد قيمتك الحقيقية التي قدّمها لك الله منذ بدء الخلق.

 "اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ - بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ . وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ."

 (أفسس ٢: ٤–٦)

منذ الأزل، أنت ابنه، قيمتك كبيرة وثابتة عنده، ولن تتغيّر أبداً.

 فهل تريد أن تعرف المزيد عن قيمتك في نظر الله؟